العولمة والهوية الثقافية Options
. إنسان لا هوية له إلا ما استمده من لحظات عيش استهلاكية محضة. وهذا الوضع البشري الذي خلقته العولمة يجعل من التفوق الثقافي التي تمثلها المركزية الغربية إشكالية دائمة وقائمة، تقف بالمرصاد لكل محاولة للتحرر الثقافي. مركزية انبنت على تمركز الذات الغربية، التي سعى عدد من الإثنولوجين الغرب تفكيك خطابها، وأولهم لفي ستروس.
«قدمت البورجوازية من خلال استغلالها للسوق العالمي خاصية عالمية للإنتاج والاستهلاك في كل بلد. ولتزيد من حسرة الرجعيين، فقد سحبت من تحت أقدام الصناعة البساط الوطني الذي تقف عليه.
أعقبت الحرب العالمية الثانية تغيُّرات جذرية في العالم. وما زالت عجلة التغيير في حراك متسارع، برز معه, وبشكل واضح وفعّال, الدور الكبير الذي تلعبه الثقافة في تعزيز الاستراتيجيات الدوليّة التي تهدف إلى توسيع نطاق الخطط الاستثمارية والصناعية، إلى جانب تشييد الهويّة الدوليّة الخاصة التي تتشكّل في الأذهان بفضل التفوّق العالمي في الإنتاج الصناعي أو الثقافي.
تمت الكتابة بواسطة: دانة الوهادين آخر تحديث: ١٥:٠٦ ، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٨ ذات صلة مفهوم الهوية الثقافية
ثانيًا: تطوير سياسات التكامل الإقليمي: إن تطوير سياسات التكامل الإقليمي بين دول العالم الثالث، أصبح ضرورة؛ وذلك نظرًا إلى عمق التحديات التي تطرحها العولمة على هذه الدول، ومحدودية قدرتها على التعامل معها فرادى؛ فأغلب دول العالم الثالث -وعلى رأسها الدول العربية- لا تنقصها هياكل التكامل ولا التصورات والأفكار والبرامج؛ ولكن الذي ينقصها هو إرادة التكامل، بما تتضمنه من معاني الحرص والعمل المشترك على تذليل المشكلات والعقبات التي تعيق التكامل.
ولهذا اجتهدت الدول المتقدمة في دعم إمكانياتها الثقافية، وفي تصدير منتجها الثقافي المحلي مستغلة موجة العولمة؛ لتكون رافدًا إيجابيًّا، يخدم ويدعم توجهاتها واستراتيجياتها على الأصعدة كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
تجارة السلع الأساسيّة: مثل القهوة أو الأفوكادو؛ بحيث تعتبر القهوة في الأصل من إثيوبيا ولكن تستهلك في الدول العربيّة، كما تعرف بسلعة مستهلكة عالميّاً؛ وذلك بسبب التجارة بعد القرن الحادي عشر، أمّا الأفوكادو، فإنها تنمو في الغالب تحت درجات الحرارة الاستوائية في المكسيك أو جمهورية الدومينيكان أو بيرو؛ بحيث بدأ إنتاجها بكميات صغيرة لتزويد السكان المحليّين، ولكن في الوقت الحاضر، يعتبر الخبز المحمص غوكامولي أو الأفوكادو من أكثر الوجبات الشائعة في جميع أنحاء العالم.
وإن النتاجات الثقافية لمكان ما مهما اختلفت تنسجم مع قواعد بناء مشتركة تمثّل بنى عقلية متحدة، "فالثقافات الإنسانية هي بمنزلة تنوع على موضوع واحد، فكلها متساوية ولها القيمة الثقافية عينها"، وبهذا يصبح مفهوم المشاركة في ظل التنوع الثقافي الذي يحدث في المدينة مدخلًا رئيسًا يؤثر بصور مباشرة وغير مباشرة على الهوية المحلية أو الثقافية العامة للمجتمع، وذلك التأثير يمكن أن يحدث التوازن والجودة المطلوبة لتقدم المجتمع ورفعة شأنه وسط بقية المجتمعات، ويحدث ذلك بشرط وجود الانسجام بين الفئات المتنوعة في ثقافتها وهويتها، وقد ذكر الباحث عبد الهادي أعراب في مقال على لسان المنظّر الاجتماعي والجغرافي دافيد هارفي "إن الحق في المدينة… لا يستقيم من دون الانتفاع الكامل والتام من المدينة واحترام التنوع الثقافي من غير إقصاء، وحماية التاريخ والهوية والثقافة هي إطار عمل مشترك للمواطنين في تحديد تنمية البيئة الحضارية وتطويرها"، ويتطلب مفهوم التعايش السلمي في المجتمعات المتنوعة عنصرين مهمين هما القبول والاحترام، ويعني ذلك فهم أن كل شخص فريد، وأنه يجب الاعتراف بهذه الاختلافات الفردية، أيًّا كان شكل هذه الاختلافات ذات الصلة بالأبعاد المختلفة مثل العرق والعمر والوضع والحالة الاجتماعية والاقتصادية والقدرات البدنية والمعتقدات الدينية وما إلى ذلك، ومن ثمّ هناك حاجة إلى استكشاف هذه الاختلافات في بيئة آمنة وإيجابية".
في النهاية يمكن القول بأنّ العولمة تعني ذوبان الخصوصيّة، من خلال انتقالها من الجزء الخاصّ إلى العام، ومن الجهة الجزئية إلى الكلية، ومن المحدود إلى الشامل، وعلى العكس من ذلك تاخذ العولمة والهوية الثقافية الهوية اتجاهاً كليّاً ومتقاطباً مع مفهومي العمومية والشمولية.[٤]
ضرورة خلق إعلام ناضج، يبني الإنسان العربي الواعي والقادر على أن يكون فاعلاً فى حوار الثقافات، ومصونًا ضد أخطار العولمة، ومحافظًا على هوية الأمة وقيمها.
أستنتج دور السينما الأمريكية في إشاعة ثقافة العولمة على الصعيد العالمي.
تفتح ثقافة الشعوب نافذة للاتصال الفكري والتعاون، وتؤسس هوية مستقلة مميزة. وكلما اتّسع الاختلاف الثقافي تحقق التميُّز، وزادت ضرورة التقارب من خلال حاجة الآخر إلى التعرّف على المختلف، وفهم طبيعة اختلافه. يقول سايمون آلهوت: «إذا تعرّفت على الآخرين، من خلال فهم ثقافتهم ومشاركتها، فمن الصعب أن تكرههم».
ومن هذا المنطلق، فإن إعادة بناء النظرية النقدية للعولمة الثقافية صار ضرورياً، لكي تعرف النخب الثقافية والمجتمعات كيف تتفاعل معها في ظل المتغيِّرات الراهنة والمستقبلية، وماذا تأخذ منها وماذا تدع وتترك.
خامسها: مواجهة مساوئ العولمة بالتعليم والتدريب والتثقيف والتحصين ورفع الكفاءة وزيادة الإنتاج ومحاربة الجهل وخفض معدلات الأمية المرتفعة عند المسلمين.